تعريف الجودة الشاملة بصورة اولية

قبل التطرق إلى معنى الجودة اصطلاحا نتطرق إلى المعنى اللغوي المشتق من المعاجم العربية حيث يشير المعجم الوسيط إلى أن الجودة تعني كون الشيء جيد وهي مصدر للفعل جاد. أما المعنى الاصطلاحي للجودة الشاملة فقد نظر إليها البعض على أنها ’’إتخاذ الجهود واستثمار الطاقات لتحسين المنهج الإداري ومواصفاته’’, ويذهب البعض إلى أن الجودة الشاملة تعني الكفاءة Efficienncy ويرى آخرون بأنها تعبر عن الفعالية Effectiveness وبالرغم من التباين بين الباحثين في مفهوم الجودة الشاملة إلا أنه يمكن القول أنها تشمل الكفاءة والفعالية معا ذلك لأن الكفاءة: تعني الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة[ المدخلات] من أجل الحصول على مقدار محدد من المخرجات باستخدام أدنى مقدار من المدخلات (أقل تكلفة ممكنة),وهذا يمثل أخذ الأسس التي ترتكز عليها الجودة الشاملة و هو تحقيق المواصفات المطلوبة بأفضل الطرق وبأقل جهد و تكلفة. أما الفعالية فتعني تحقيق الأهداف أو المخرجات المنشودة وهذا يعد أيضا أهم أسس الجودة, الجودة الشاملة تسعى إلى تحقيق الأهداف بأقل تكلفة.

من أهداف الجودة الابتعاد عن الأخطاء لأن الجودة نظام مبني على التغذية الراجعة والمستمرة، وتتطلب هذه العملية "ضمان الجودة" في التعليم فحص الأهداف والمحتوى والمصادر والمستويات والمخرجات المتوقعة والبرامج والمسافات. تهدف الجودة أيضا إلى تحقيق الاتصال الجيد لأن الجودة لا تعترف بالانفصال بين الأنظمة داخل المؤسسة.التقييم المستمر شرط لضمان الجودة وذلك للتعرف على جوانب القصور لمعالجتها وتنمية الجوانب الايجابية عن طريق التحسين والتطوير.تعمل الجودة الشاملة على تقسيم المؤسسة إلى عناصرها الأساسية( المدخلات، العمليات، المخرجات)، وبالتالي يتضح مجال الجهود الفردية في تحقيق الإنتاجية وتظهر جوانب القوة لتعزيزها.

تسليط الضوء على التعريف الدقيق للجودة الشاملة

تعبر الجودة بدقة عن جوهر التربية وحالتها، بما في ذلك كل أبعادها (مدخلات، عمليات، مخرجات) قريبة وبعيدة وتغذية راجعة وكذا التفاعلات المتواصلة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة والمناسبة لمجتمع معين وعلى قدر سلامة جوهر التربية وحالتها تتفاوت مستويات الجودة و أن الجودة في التعليم تعني إيجابية النظام التعليمي بمعنى أن تكون المخرجات بشكل جيد ومتفقة مع أهداف النظام من حيث احتياجات المجتمع ككل في تطوره ونموه واحتياجات الفرد باعتباره وحدة بناء هذا المجتمع. ومن هنا نميز بين ثلاثة جوانب في معنى الجودة الشاملة في التعليم وهي

-جودة التصميم: وتعني تحديد المواصفات والخصائص التي ينبغي أن تراعى في التخطيط للعمل

-جودة الأداء: يعني القيام بالأعمال وفق المعايير المحدد

-جودة المخرج: وتعني الحصول على منتج تعليمي وخدمات تعليمية وفق الخصائص والمواصفات المتوقع

واعتمادا على ما سبق يمكننا تحديد تعريف للجودة التعليمية على أنها:"مجموعة من المعايير والخصائص الواجب توافرها في جميع عناصر العملية التعليمية في المؤسسة التربوية وذلك فيما يتعلق منها بالمدخلات والعمليات والمخرجات التي من شأنها تحقيق الأهداف المطلوبة للفرد والمؤسسة والمجتمع وفقا للإمكانات المادية والبشرية. إن تحديات ثورة المعلومات التكنولوجية التي يواجهها العالم المعاصر جعلت من نظام الجودة الشاملة الحل الأمثل لمواجهة مشكلاته الإنتاجية ولقد أثبت هذا الأسلوب جدارته، لذلك أصبحت كافة مؤسسات العالم اليوم بما فيها المؤسسات التعليمية أحوج ما تكون إلى الارتقاء بالإنتاجية وتحسين الجودة لمواجهة صور التحديات والتغيرات التي تسير في سياق البقاء للأفضل، ولكي تستطيع الدول إيجاد موقعها على الخريطة في عالم الثورة التكنولوجية وثورة المعلومات ويمكننا أن نوجز مجموعة من الفوائد التي يمكن أن تتحقق في حالة تطبيق الجودة الشاملة في التعليم ومنها:

ـ دراسة متطلبات المجتمع واحتياجات أفراده والوفاء بتلك الاحتياجات.

ـ أداء الأعمال بشكل صحيح وفي أقل وقت وجهد وتكلفة أيضا

ـ تنمية التفاعل والتواصل داخل جماعة العمل

ـ إشباع حاجات المتعلمين وزيادة بالرضا

ـ تحسين جودة المتعلم في الجوانب المعرفية، المهارية والأخلاقية

ـ الإسهام في حل المشكلات التي تعيق العملية التعليمية

ـ تحقيق الرقابة الفعالة والمستمرة لعملية التعلم والتعليم

ـ تحقيق مكاسب مادية وخبرات نوعية للعاملين في المؤسسة وأفراد المجتمع المحلي

مزايا تطبيق الجودة الشاملة ومردودها على المؤسسات التعليمية

نظرا لأهمية الجودة الشاملة في أي مؤسسة بحيث تعد أساسا لأي عمل متقن وخاصة في مجال التعليم، رأى كثير من الدول المتقدمة تطبيق الجودة الشاملة ونظمها لتضمن خدمة تعليمية غير متذبذبة وانضباطا إداريا داخليا يوفر مناخا للتوسع والتميز في الوقت نفسه ويمكننا تلخيص تطبيق الجودة الشاملة ونظمها على النحو الآتي:

ـ الوفاء لمتطلبات الطلاب وأولياء الأمور وإرضائهم

ـ مشاركة جميع العاملين في إدارة المؤسسة التعليمية لكون كل فرد على علم ودراية واضحة بدوره ومسؤولياته

ـ المساعدة على إيجاد نظام موثق لضمان الأداء في حالة تغيب أحد الأفراد أو ترك تلك الخدمة

ـ ترسيخ صورة المؤسسة التعليمية لدى الجميع بالتزامها بنظام الجودة في خدماتها

ـ المساعدة على وجود نظام شامل ومدروس للمؤسسة التعليمية

ـ المساعدة على تخفيض الإهدار التربوي